السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ هنالك مسلسلات كارتونية مشهورة جدا وهي تحتوي على إله وعلى سجود لغير الله
فعلى سبيل المثال :-
*هنالك مسلسل كارتوني ياباني شهير يدعى ( ناروتو ) ووصل حلقاته إلى أكثر من 430 حلقة
وهذا المسلسل توجد به شخصية تدعى ( بين )
وهذه الشخصية تدعي بإنها إله
وأيضاً شخصية أخرى تدعى ( كونان ) وهذه الشخصية تدعي بإنه ملاك أي مفرد جمع ملائكة وهي أيضا مساعدة للشخصية( بين ).
*ومسلسل كرتوني أخر ياباني مشهور يدعى ( ون بيس ) ووصل حلقاته إلى 500 حلقة تقريباً
وله معجبين ومتعصبين كثار جدا جدا
وهذا المسلسل توجد فيه شخصية تدعى ( سانجي ) وهذه الشخصية قام بالسجود لمعلمه الطباخ الذي اعتنى به وعلمه الطبخ.
لذا بالتأكيد متباعة هذه المسلسلات لا تجوز
لكن هل تصل متابعة هذه المسلسلات إلى الكفر والعياذ بالله ؟
وما ردك على من يقول ( أنا أتابع هذه المسلسلات للمتعة لكني لا أقتدي بهم )
(أنا فقط أتابعها لكي أستمتع بوقتي وصحيح بإنه يوجد إله في المسلسل لكني لست غبياً لأصدقهم فأنا أعلم بإن إلهي هو الله وحده لا شريك له )
( صحيح بإنه يوجد سجود لغير الله لكني لن أفعل مثلهم ولن أقلدهم في ذلك )
(صحيح بإن متابعة هذه المسلسلات حرام لكن أهم شيء لا تصل إلى الكفر )
وشكرا لك
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأعانك الله .
مَن رآها ولم يُنكِر ما فيها فيُخشَى أن يُطْمَس على قَلْبِه ؛ فإن كثرة الإمساس تُذهب الإحساس !
وكثرة مُشاهَدة المنكر سبيلا لإقراره .
ومَن رأى السجود لغير الله ، ولم يُنكره ، فهو كالذي سَجد لِغير الله .
وكذلك مَن رأى مَن يدّعي ألوهية غير الله ، ولم يُنكره ، فهو كالذي يَدّعيه ، لقوله عليه الصلاة والسلام : إِذَا عُمِلَتِ الْخَطِيئَةُ فِي الأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا - وَقَالَ مَرَّةً: " أَنْكَرَهَا " - كَمَنْ غَابَ عَنْهَا ، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا . رواه أبو داود، وحسّنه الألباني .
ولِقوله عليه الصلاة والسلام : ستكون أمراء فتعرفون وتُنْكِرُون ، فمن عَرف بَرئ ، ومَن أنْكَر سَلِم ، ولكن مَن رَضِي وتَابَع . رواه مسلم .
ولا يَكفي في الإنكار أن يَدّعي الإنسان أنه أنكر بِقَلْبِه ، بل عليه أن يُنكر ذلك بلسانه وبيده ، ويُنهي ذلك المنكر ما استطاع إلى إنهائه سبيلا .
أيُسَبّ الله والإنسان جالِس ساكِت ، بل مُتابِع مشغوف ؟! ويدّعي بعد ذلك أن تلك " الأفلام " لا تُؤثِّر عليه .
نعوذ بالله مِن اتكاس الفِطر ، ومِن سوء التدبير .
ومِن عجيب ما يقوله أولئك الذين يُتابِعو نأمثال تلك المسلسلات : ( صحيح بأنه يوجد سجود لغير الله لكني لن أفعل مثلهم ولن أقلدهم في ذلك ) .
نقول : مُجرّد رؤية مثل ذلك وعدم إنكاره إقرار له .
(صحيح بأن متابعة هذه المسلسلات حرام لكن أهم شيء لا تصل إلى الكفر )
وعلى افتراض أنه لا يصِل إلى الكُفر
هل الحرام شيء هيِّن ؟
قال الله تعالى : (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) .
وأين تعظيم الله في النفوس ؟
وأين الانتصار للدِّين والعقيدة ؟
نعوذ باله من الخذلان
صارت الأهواء والشهوات هي الْمُسَيطِر على تصرّفاتنا .
وصارت مُتابعة المسلسلات والأفلام وسيلة لارتكاب الحرام ، بل والاستخفاف بالحرام .
قال بلال بن سعد : لا تنظر إلى صِغر المعصية ولكن انظر مَن عَصَيت .
وهل يأمن الإنسان أن يُسْلَب مِنه الإيمان بسبب تَهَاونه بمثل تلك المشاهِد ؟
قال تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) .
وقدحذَّر الله تبارك وتعالى مِن كثرة الْمُخالَفة ، فقال عَزّ وَجَلّ : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .
قال أبو عبد الله الإمام أحمد بن حنبل : أتدري ما الفتنة ؟ الفِتنة الشِّرْك ، لعله إذا رَدّ بعض قَوله أن يَقَع في قلبه شيء مِن الزَّيغ فَيَهْلِك .